الخميس، 12 أكتوبر 2017

سجين البرزخ محمد صاوى




وتصارعت في رأسي أسئلةٌ كثيرة جمّة، هل أصبحتُ غنياً؟؟ أين وكيف؟ هل تزوجت؟؟، والأهم من كل هذا، مَن أنا الآن؟؟ ما هذه الخيوطُ الغريبة، إنها قادرة على تبديل كل شيء، على قلبِ كل حال، كما لو كان العالم بالنسبة لها عوالمُ كثيرة، أو لعبةً تتسلى بها، إنها تتحكمُ بي وترسلني كيفما تشاء ولا أشاء, سأجنّ حتماً، لا علاقة بالعقل لهذا.. تداركتُ الأمر سريعاً وحاولت أن أبدوَ طبيعياً، فأمسكتُ بالشوكةَ والسكين وبدأت في تناول اللحم مِن أمامي..قمت باقتطاع قطعةٍ صغيرة، وضعتها في فمي، وبدأت الوكها ببطئ، نظرتُ إلى المرأة مبتسماً بارتياح، ثم أبتلعت قطعة اللحم لتسقطَ في حلقي مُقطّعةً إياه كالسّكين المَسْنُونٌ.. لم أعلم ما الذي كان يحدث لي حينها.. أمسكت بكوب العصير بصعوبة بالغة، ترتعش يدي باستمرار، لتزيدَ مِن إمساكهِ صعوبة، وتجبرني على الصراعِ أكثر، رشفتُ من الكوب رشفة كاملة، شعرتُ باختناقٍ أكبر، وموتٍ أقرب.. نظرت إلى المرأة لأجدها تبتسمُ في خبثٍ ومكر، ثم قالت بمتعةٍ ظاهرة..
للتحميل اضغط : هنا